قوله : { فَإنْ أَعْرَضُوا } عن الاستجابة ولم يقبلوا هذا الأمر { فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } بأن تحفظ أعمالهم وتُحْصِيهَا { إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ البلاغ } أي ما عليك إلا البلاغ ، وذلك تسلية من الله تعالى له . ثم بين السبب في إصرارهم على الكفر فقال : { وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا الإنسان مِنَّا رَحْمَةً } قال ابن عباس ( رضي الله عنهما ){[49501]} يعني الغنى والصحة «فرح بها » .
واعلم أن نعم الله وإن كانت في الدنيا عظيمة إلا أنها بالنسبة إلى سعادات الآخرة كالقطرة بالنسبة إلى البحر ، فلذلك سميت ذوقاً . فبين ( الله ) تعالى أن الإنسان إذا حصل له هذا القدر الحقير في الدنيا فرح به وعظم غروره ، ووقع في العجب والكبر ، ويظن أنه فاز بكل المنى ، ووصل إلى أقصى السعادات ، وهذه طريقة من ضعف اعتقاده في سعادات الآخرة .
ثم إنه تعالى بين أنه متى أصابهم سيئة أي شيء يسوءهم في الحال كالمرض والفقر والقحط وغيرها فإنه يظهر الكفر{[49502]} وهو ( معنى ) قوله : { فَإِنَّ الإنسان كَفُورٌ } ، والكفور : هو المبالغ في الكفران والمراد بقوله : كفور أي لما تقدم من نعمة الله عليه ينسى ويجحد بأول شدة{[49503]} جميع ما سلف من النِّعم .
وقوله : فإنَّ الإنسان من وقوع الظاهر موقع المضمر أي فإنه كفور . وقدر أبو البقاء : ضميراً محذوفاً فقال{[49504]} فإن الإنسان ( منهم ){[49505]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.