اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَأٓتٖۖ وَمَآ أَنتُم بِمُعۡجِزِينَ} (134)

قوله : " إنَّ ما تُوعدون لآتٍ " " مَا " بِمَعْنَى الَّذِي وليست الكَافَّة ، و " تُوعَدُون " صلتها ، والعَائِد مَحْذُوف ، أي : إنَّ ما تُوعدُونَهُ و " لآتٍ " خبر مؤكَّد باللاَّمٍ .

قال الحسن : " ما تُوعَدُون " من مَجِيء السَّاعة ؛ لأنهم كَانُوا يُنْكِرُون الحَشْر{[15229]} .

وقيل : يحتمل الوَعْد والوَعِيد ، ولما ذكر الوَعْد ، جزم بكَوْنه آتِياً ، ولما ذكر الوَعِيد ، ما ذاد على قوله : " وما أنْتُم بِمُعْجِزينَ " وذلك يَدُلُّ على أن جَانبَ الرَّحْمَة والإحْسَان غالب .


[15229]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (7/58) والرازي (13/166).