ثم قال : { أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين } وعنى بكونه مهينا كونه فقيرا ضعيف الحال ، وبقوله { ولا يكاد يبين } حبسة كانت في لسانه ، واختلفوا في معنى أم هاهنا فقال أبو عبيدة مجازها بل أنا خير ، وعلى هذا فقد تم الكلام عند قوله { أفلا تبصرون } ثم ابتدأ فقال : { أم أنا خير } بمعنى بل أنا خير ، وقال الباقون أم هذه متصلة لأن المعنى { أفلا تبصرون } أم تبصرون إلا أنه وضع قوله { أنا خير } موضع تبصرون ، لأنهم إذا قالوا له أنت خير فهم عنده بصراء ، وقال آخرون إن تمام الكلام عند قوله { أم } وقوله { أنا خير } ابتداء الكلام والتقدير { أفلا تبصرون } أم تبصرون لكنه اكتفى فيه بذكر «أم » كما تقول لغيرك : أتأكل أم . أي أتأكل أم لا تأكل ، تقتصر على ذكر كلمة أم إيثارا للاختصار فكذا هاهنا ، فإن قيل أليس أن موسى عليه السلام سأل الله تعالى أن يزيل الرتة عن لسانه بقوله { واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي } فأعطاه الله تعالى ذلك بقوله { قد أوتيت سؤلك يا موسى } فكيف عابه فرعون بتلك الرتة ؟ والجواب : عنه من وجهين : ( الأول ) أن فرعون أراد بقوله { ولا يكاد يبين } حجته التي تدل على صدقه فيما يدعي ولم يرد أنه لا قدرة له على الكلام ( والثاني ) أنه عابه بما كان عليه أولا ، وذلك أن موسى كان عند فرعون زمانا طويلا وفي لسانه حبسة ، فنسبه فرعون إلى ما عهده عليه من الرتة لأنه لم يعلم أن الله تعالى أزال ذلك العيب عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.