قوله تعالى : { والليل إِذْ أَدْبَرَ } .
قرأ نافع{[58557]} وحمزة وحفص : «إذ » ظرفاً لما مضى من الزمان «أدبر » بزنة «أكْرَمَ » .
والباقون : «إذا » ظرفاً لما يستقبل «دَبَرَ » بزنة «ضَرَبَ » .
والرَّسْمُ محتمل لكلتيهما ، فالصورة الخطية لا تختلف .
واختار أبو عبيد قراءة «إذا » ، قال : لأن بعده «إذَا أسْفرَ » ، قال : «وكذلك هي في حرف عبد الله » ، يعني : أنه مكتوب بألفين بعد الذال ؛ أحدهما : ألف «إذا » والأخرى همزة «أدبر » .
قال : وليس في القرآن قسم يعقبه «إذ » ، وإنما يعقبه «إذا » .
واختار ابن عباس - رضي الله عنه - : «إذا » .
ويحكى عنه : أنه لما سمع «دَبَرَ » قال : «إنَّما يدبرُ ظهر البعير » .
واختلفوا : هل «دبر ، وأدبر » بمعنى أم لا ؟ .
فقيل : هما بمعنى واحد ، يقال : دبر الليل والنهار وأدبر ، وقبل وأقبل ؛ ومنه قولهم : «أمس الدابر » فهذا من «دَبَر » ، و «أمس المُدبِر » ؛ قال صَخرُ بن عمرو بن الشَّريدِ السُّلمِيُّ : [ الكامل ]
4970 - ولقَدْ قَتلْتُكمْ ثُنَاءَ ومَوْحَداً***وتَركْتُ مُرَّةَ مِثلَ أمْسِ الدّابرِ{[58558]}
ويروى : «المُدْبِر » ، وهذا قول الفرَّاء والأخفش والزجاج .
وأما : «أدبر الراكب » وأقبل فرباعي لا غير .
وقال يونس : «دبر » انقضى ، و «أدبر » تولى ، ففرق بينهما .
وقال الزمخشري : «ودبر : بمعنى أدبر » ك «قبل بمعنى أقبل » .
وقيل منه : صاروا كأمسِ الدابر .
وقيل : هو من دبر الليل بالنهار ، إذا خلفه .
وذكر القرطبي{[58559]} عن بعض أهل اللغة : «دبر الليل : إذا مضى ، وأدبر : أخذ في الإدبار » .
وقرأ محمد{[58560]} بن السميفع : «والليل إذا أدبر » بألفين ، وكذلك هي في مصحف عبد الله وأبيّ .
وقال قطرب : من قرأ «دبر » فيعني أقبل ، من قول العرب : دبر فلان ، إذا جاء من خلفي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.