روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{وَيَوۡمَ يُعۡرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَلَيۡسَ هَٰذَا بِٱلۡحَقِّۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَاۚ قَالَ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (34)

{ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الذين كَفَرُواْ عَلَى النار } ظرف عامله قول مضمر بقوله تعالى : { أَلَيْسَ هذا بالحق } أي ويقال : { يَوْمٍ يُعْرَضُ } الخ ، والظاهر أن الجملة معترضة ، وقيل : هي حال ، والتقدير وقد قيل ، وفيه نظر ، وقد مر آنفاً الكلام في العرض بطوله ، والإشارة إلى ما يشاهدونه حين العرض من حيث هو من غير أن يخطر بالبال لفظ يدل عليه فضلاً عن تذكيره وتأنيثه إذ هو اللائق بتهويله وتفخيمه ، وقيل : هي إلى العذاب بقرينة التصريح به بعد ، وفيه تهكم بهم وتوبيخ لهم على استهزائهم بوعد الله تعالى ووعيده ، وقولهم : { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } [ الشعراء : 138 ] .

{ قَالُواْ بلى وَرَبّنَا } تصديق بحقيته ؛ وأكدوا بالقسم كأنهم يطمعون في الخلاص بالاعتراف بحقية ذلك كما في الدنيا وأني لهم . وعن الحسن أنهم ليعذبون في النار وهم راضون بذلك لأنفسهم يعترفون أنه العدل .

{ قَالَ فَذُوقُواْ العذاب بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } بسبب استمراركم على الكفر في الدنيا ، ومعنى الأمر الإهانة بهم فهو تهكم وتوبيخ وإلا لكان تحصيلاً للحاصل ، وقيل : هو أمر تكويني ؛ والمراد إيجاب عذاب غير ما هم فيه وليس بذاك .