ولما ثبت البعث بما قام من الدلائل ذكر ببعض ما يحصل في يومه من الأهوال تحذيراً منه ، فقال عاطفاً على ما تقديره : اذكر لهم هذا القياس الناطق بالمراد وما مضى في هذه السورة من الزواجر{[59187]} { ويوم } أي و-{[59188]} اذكر{[59189]} يوم { يعرض } {[59190]}بأيسر أمر من أوامرنا { الذين كفروا } أي ستروا بغفلتهم{[59191]} وتماديهم عليه هذه الأدلة الظاهرة { على النار } عرض الجند على الملك فيسمعوا من تغيظها وزفيرها ويروا من لهيبها واضطرامها{[59192]} وسعيرها ما لو قدر أن أحداً يموت من ذلك لماتوا من معاينته وهائل رؤيته .
ولما كان كأنه قيل : ماذا يصنع بهم في حال عرضهم ؟ قيل : يقال على سبيل التبكيت والتقريع والتوبيخ : { أليس هذا } أي الأمر العظيم الذي كنتم به توعدون{[59193]} ولرسلنا في أخبارهم تكذبون { بالحق } أي الأمر الثابت الذي يطابقه الواقع ، فلا قدرة لكم على صليه أمر هو خيال وسحر ، فلا تبالون بوروده .
ولما اشتد تشوف{[59194]} السامع العالم بما كانوا يبدون من الشماخة والعتو إلى جوابهم ، قال في جوابه مستأنفاً{[59195]} : { قالوا } أي مصدقين حيث لا ينفع التصديق : { بلى } و-{[59196]} ما كفاهم البدار{[59197]} إلى تكذيب أنفسهم حتى أقسموا عليه لأن حالهم كان مباعداً للإقرار ، وذكروا صفة الإحسان زيادة في الخضوع والإذعان { وربنا } أي إنه لحق هو من أثبت الأشياء ، وليس فيه شيء مما يقارب السحر ، ثم استأنف جواب من سأل عن جوابه لهم-{[59198]} بقوله تعالى : { قال } مبكتاً لهم بياناً لذلهم موضع كبرهم الذي كان في الدنيا مسبباً عن تصديقهم هذا الذي أوقعوه{[59199]} في غير موضعه وجعلوه في دار العمل التي مبناها على الإيمان بالغيب تكذيباً معبراً بما يفهم غاية الاستهانة لهم : { فذوقوا العذاب } أي باشروه مباشرة الذائق باللسان ، ثم صرح بالسبب{[59200]} فقال : { بما كنتم } أي خلقاً {[59201]}وخلقاً{[59202]} مستمراً {[59203]}دائماً أبداً{[59204]} { تكفرون{[59205]} * } في دار العمل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.