نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَيَوۡمَ يُعۡرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَلَيۡسَ هَٰذَا بِٱلۡحَقِّۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَاۚ قَالَ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (34)

ولما ثبت البعث بما قام من الدلائل ذكر ببعض ما يحصل في يومه من الأهوال تحذيراً منه ، فقال عاطفاً على ما تقديره : اذكر لهم هذا القياس الناطق بالمراد وما مضى في هذه السورة من الزواجر{[59187]} { ويوم } أي و-{[59188]} اذكر{[59189]} يوم { يعرض } {[59190]}بأيسر أمر من أوامرنا { الذين كفروا } أي ستروا بغفلتهم{[59191]} وتماديهم عليه هذه الأدلة الظاهرة { على النار } عرض الجند على الملك فيسمعوا من تغيظها وزفيرها ويروا من لهيبها واضطرامها{[59192]} وسعيرها ما لو قدر أن أحداً يموت من ذلك لماتوا من معاينته وهائل رؤيته .

ولما كان كأنه قيل : ماذا يصنع بهم في حال عرضهم ؟ قيل : يقال على سبيل التبكيت والتقريع والتوبيخ : { أليس هذا } أي الأمر العظيم الذي كنتم به توعدون{[59193]} ولرسلنا في أخبارهم تكذبون { بالحق } أي الأمر الثابت الذي يطابقه الواقع ، فلا قدرة لكم على صليه أمر هو خيال وسحر ، فلا تبالون بوروده .

ولما اشتد تشوف{[59194]} السامع العالم بما كانوا يبدون من الشماخة والعتو إلى جوابهم ، قال في جوابه مستأنفاً{[59195]} : { قالوا } أي مصدقين حيث لا ينفع التصديق : { بلى } و-{[59196]} ما كفاهم البدار{[59197]} إلى تكذيب أنفسهم حتى أقسموا عليه لأن حالهم كان مباعداً للإقرار ، وذكروا صفة الإحسان زيادة في الخضوع والإذعان { وربنا } أي إنه لحق هو من أثبت الأشياء ، وليس فيه شيء مما يقارب السحر ، ثم استأنف جواب من سأل عن جوابه لهم-{[59198]} بقوله تعالى : { قال } مبكتاً لهم بياناً لذلهم موضع كبرهم الذي كان في الدنيا مسبباً عن تصديقهم هذا الذي أوقعوه{[59199]} في غير موضعه وجعلوه في دار العمل التي مبناها على الإيمان بالغيب تكذيباً معبراً بما يفهم غاية الاستهانة لهم : { فذوقوا العذاب } أي باشروه مباشرة الذائق باللسان ، ثم صرح بالسبب{[59200]} فقال : { بما كنتم } أي خلقاً {[59201]}وخلقاً{[59202]} مستمراً {[59203]}دائماً أبداً{[59204]} { تكفرون{[59205]} * } في دار العمل .


[59187]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: الزاجر.
[59188]:زيد من م ومد.
[59189]:زيد في الأصل: أيضا، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59190]:زيد في الأصل و ظ: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59191]:زيد في الأصل و ظ: الكامل، ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها.
[59192]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: اضطرابها.
[59193]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: تدعون.
[59194]:من ظ ومد، وفي الأصل و م: تشوق.
[59195]:زيد في الأصل: بقوله، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59196]:زيد من ظ و م ومد.
[59197]:من ظ ومد، وفي الأصل و م: التذار.
[59198]:زيد من م ومد.
[59199]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: أوقعوا.
[59200]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: بالتسبب.
[59201]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59202]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59203]:سقط ما بين الرقمين من م ومد
[59204]:سقط ما بين الرقمين من م ومد.
[59205]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: به تكذبون.