فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيَوۡمَ يُعۡرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ أَلَيۡسَ هَٰذَا بِٱلۡحَقِّۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَاۚ قَالَ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (34)

{ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الذين كَفَرُواْ عَلَى النار } الظرف متعلق بقول مقدّر : أي يقال ذلك اليوم للذين كفروا { أَلَيْسَ هذا بالحق } وهذه الجملة هي المحكية بالقول ، والإشارة بهذا إلى ما هو مشاهد لهم يوم عرضهم على النار ، وفي الاكتفاء بمجرّد الإشارة من التهويل للمشار إليه ، والتفخيم لشأنه ما لا يخفى ؛ كأنه أمر لا يمكن التعبير عنه بلفظ يدلّ عليه { قَالُواْ بلى وَرَبّنَا } اعترفوا حين لا ينفعهم الاعتراف ، وأكدوا هذا الاعتراف بالقسم ؛ لأن المشاهدة هي حق اليقين الذي لا يمكن جحده ولا إنكاره { قَالَ فَذُوقُواْ العذاب بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } أي بسبب كفركم بهذا في الدنيا وإنكاركم له ، وفي هذا الأمر لهم بذوق العذاب توبيخ بالغ ، وتهكم عظيم .

/خ35