التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ لَهُمۡ فِيهَا مَا يَشَآءُونَۚ كَذَٰلِكَ يَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلۡمُتَّقِينَ} (31)

قوله : ( جنات عدن يدخلونها ) ( جنات ) مرفوعة على أنها بدل من الدار ، وقيل : خبر لمبتدأ تقديره هي ، فهي بذلك مبينة لدار المتقين . ( يدخلونها ) في محل نصب على الحال . وقيل : صفة لجنات ؛ أي مدخولة .

قول : ( تجري من تحتها الأنهار ) تنساب المياه خلال الجنة ومن حولها ومن تحت أشجارها الوارفة الظليلة ، وذلك على الهيئة البديعة والصورة العجيبة التي لا نعي حقيقتها وماهيتها إلا بقدر ما نتصوره من خلال هذه الكلمات الربانية .

قوله : ( لهم فيها ما يشاءون ) وذلك هو النعيم بكماله المطلق الذي لا يعتريه عيب ولا نقيصة . كمال النعيم في الجنة التي يجد فيها المتقون الفائزون من الخيرات والمسرات والمباهج ما لا تتصوره عقول أهل هذه الدنيا .

قوله : ( كذلك يجزي الله المتقين ) الكاف صفة لمصدر محذوف ؛ أي مثل ذلك الجزاء يجزي الله أهل التقوى{[2521]} .


[2521]:- تفسير الرازي جـ20 ص 25 والكشاف جـ2 ص 408 وفتح القدير جـ 3 ص 159.