السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ لَهُمۡ فِيهَا مَا يَشَآءُونَۚ كَذَٰلِكَ يَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلۡمُتَّقِينَ} (31)

وقوله تعالى : { جنات } أي : بساتين { عدن } أي : إقامة خبر مبتدأ محذوف ويصح أن يكون المخصوص بالمدح { يدخلونها } أي : تلك الجنات حالة كونها { تجري من تحتها } أي : من تحت غرفها { الأنهار } ثم كأنّ سائلاً سأل عما فيها من الثمار وغيرها . فأجيب بأنّ { لهم فيها ما يشاؤون } أي : ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ، مع زيادات غير ذلك ، فهذه الآية تدل على حصول كل الخيرات والسعادات فهي أبلغ من قوله تعالى : { وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين } [ الزخرف ، 71 ] لأن هذين القسمين داخلان في قوله تعالى : { لهم فيها ما يشاؤون } مع أقسام أخرى وعلى أنّ الإنسان لا يجد كل ما يريده في الدنيا ، لأنّ قوله : { لهم فيها ما يشاؤون } يفيد الحصر { كذلك } أي : مثل هذا الجزاء العظيم { يجزي الله } أي : الذي له الكمال كله { المتقين } أي : الراسخين في صفة التقوى .