فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{جَنَّـٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ لَهُمۡ فِيهَا مَا يَشَآءُونَۚ كَذَٰلِكَ يَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلۡمُتَّقِينَ} (31)

وارتفاع { جنات عَدْنٍ } على أنها مبتدأ خبرها ما بعدها ، أو خبر مبتدأ محذوف ، وقيل : يجوز أن تكون هي المخصوص بالمدح { يَدْخُلُونَهَا } هو إما خبر المبتدأ ، أو خبر بعد خبر ، وعلى تقدير تنكير { عدن } تكون صفة لجنات ، وكذلك { تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار } وقيل : يجوز أن تكون الجملتان في محل نصب على الحال على تقدير أن لفظ { عدن } علم ، وقد تقدّم معنى جري الأنهار من تحت الجنات { لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءونَ } أي : لهم في الجنات ما تقع عليه مشيئتهم صفوا عفوا يحصل لهم بمجرّد ذلك { كَذَلِكَ يَجْزِى الله المتقين } أي : مثل ذلك الجزاء يجزيهم ، والمراد بالمتقين . كل من يتقي الشرك وما يوجب النار من المعاصي .