التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلۡبَقَرَ تَشَٰبَهَ عَلَيۡنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ} (70)

وقوله : ( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا ( وذلك هو السؤال الرابع من يهود لنبيهم موسى إذ سألوه ليدعو ربه فيبين لهم ما هذه البقرة محتجين بأن البقر يشبه بعضه بعضا مما يلبس عليهم ما يريدونه .

لقد كان يهود في غنى عن كل هذه المساءلات التي تنم على التكلف الممجوج وتنم على طبع يستمرىء الموارية وطول الجدل ، إنه الطبع المتلجلج الملتوي الذي يضيق بالاستقامة واليسر والوضوح ، ولا يرضى بغير التكلف والتعسير أسلوبا ومنهاج حياة . لقد كانوا في غنى عن مثل هذه الثرثرة والاكثار من السؤال لو أنهم امتثلوا أمر ربهم وأنابوا إليه مبادرين فجاءوا ببقرة أية بقرة فذبحوها وكفى .

وقوله : ( وإنا إن شاء الله لمهتدون ( وهذه بادرة خير تحتسب لبني إسرائيل إذ سألوا نبيهم للمرة الرابعة فمضوا لينفذوا ما أمروا به فاستثنوا قائلين : ( وإنا إن شاء الله لمهتدون ( وفي ذلك صورة من الإنابة والذكرى التي ينبغي أن تقال في مثل هذا الموقف وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في هذا الصدد ، لو ما استثنوا ما اهتدوا إليها أبدا .