السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلۡبَقَرَ تَشَٰبَهَ عَلَيۡنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ} (70)

{ قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } أي : أسالمة أم عاملة ؟ وعلى هذا فليس تكراراً للسؤال الأوّل { إنّ البقر } أي : جنسه المنعوت كما ذكر { تشابه } أي : التبس واشتبه أمره { علينا } لكثرته فلم يهتدوا إلى المقصود .

تنبيه : لم يقل تشابهت علينا لأنّ المراد الجنس كما مرّ أو لتذكير لفظ البقر كقوله تعالى : { أعجاز نخل منقعر } ( القمر ، 20 ) { وإنا إن شاء الله لمهتدون } إلى وصفها وفي الحديث : ( لو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الأبد ) . واحتجّ به أصحابنا على أنّ الحوادث بإرادة الله تعالى وأنّ الأمر قد ينفك عن الإرادة وإلا لم يكن للشرط بعد الأمر معنى . والمعتزلة والكرامية على حدوث الإرادة لأنها وقعت شرطاً والشرط أمر يحدث في المستقبل ، وأجيب : بأنّ تعليق الاهتداء بالمشيئة التي هي الإرادة باعتبار تعلق المشيئة بالاهتداء وهذا التعلق هو الحادث ولا يلزم من ذلك قيام الحوادث به تعالى لأن التعلق أمر اعتباري .