التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{فَقُلۡنَا ٱذۡهَبَآ إِلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا فَدَمَّرۡنَٰهُمۡ تَدۡمِيرٗا} (36)

قوله : ( فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا ) أمرهما ربهما أن يذهبا إلى فرعون وقومه من القبط لتبليغهم رسالة الحق ، ولتحذير فرعون من سوء صنيعه في قومه ؛ إذ أذلهم إذلالا ، وعبّد بني إسرائيل شر تعبيد فذبّح أبناءهم واستحيى نساءهم . وأعتى من ذلك وأفظع دعواه الألوهية لنفسه . وذلك طغيان شنيع ليس بعده طغيان .

أما موسى وأخوه هارون فقد بادروا الذهاب إلى فرعون وملئه دون تردد أو إبطاء فأبلغاهم دعوة الله ناصحين محذرين . لكن القوم كذبوا واستكبروا وعتا فرعون عتوا كبيرا فأخذهم الله بالعذاب المهين وهو قوله : ( فدمرناهم تدميرا ) أي أهلكهم الله شر إهلاك ؛ إذ أغرقهم في البحر إغراقا .