السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَقُلۡنَا ٱذۡهَبَآ إِلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا فَدَمَّرۡنَٰهُمۡ تَدۡمِيرٗا} (36)

تنبيه : هارون بدل أو بيان أو منصوب على القطع ووزيراً مفعول ثان ، وقيل : حال والمفعول الثاني معه ويدل على رسالة هارون عليه السلام قوله تعالى : { فقلنا اذهبا إلى القوم } أي : الذين فيهم قوة وقدرة على ما يعانونه وهم القبط فرعون وقومه { الذين كذبوا بآياتنا } فذهبا إليهم بالرسالة فكذبوهما { فدمرناهم تدميراً } أي : أهلكناهم إهلاكاً أي : فأنت يا محمد لست أوّل من كُذّب من الرسل فلك أسوة بمن قبلك ، فإن قيل : الفاء للتعقيب والإهلاك لم يحصل عقب بعثة موسى وهارون إليهم بل بعده بمدة مديدة ؟ أجيب : بأن فاء التعقيب محمولة هنا على الحكم بإهلاكهم لا على الوقوع أو على أنه على إرادة اختصار القصة فاقتصر على حاشيتيها أي : أولها وآخرها لأنهما المقصودان من القصة بطولها أعني إلزام الحجة ببعثة الرسل واستحقاق التدمير بتكذيبهم .

تنبيه : قوله تعالى : كذبوا بآياتنا إن حملنا تكذيب الآيات على الآيات الإلهية فهو ظاهر ، وإن حملناه على تكذيب آيات النبوّة فاللفظ ، وإن كان للماضي فالمراد به المستقبل .