قوله : { فَقُلْنَا اذهبا إِلَى القوم الذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } يعني القبط .
قوله : «فَدمَّرْنَاهُمْ » . العامة على «فَدَمَّرْنَا » فعلاً ماضياً معطوفاً على محذوف ، أي : فذهب فكذبوهما{[36122]} «فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْميراً » أهلكناهم إهلاكاً . وقرأ عليّ - كرم الله وجهه - «فدمِّراهم » أمر{[36123]} لموسى وهارون{[36124]} ، وعنه أيضاً : «فَدَمِّرَانِّهِمْ » كذلك أيضاً ، ولكنه مؤكد بالنون الشديدة{[36125]} ، وعنه أيضاً : «فدمِّرا بِهِم » بزيادة باء الجر بعد فعل الأمر{[36126]} ، وهي تشبه القراءة قبلها في الخط ، ونقل عنه الزمخشري «فَدَمَّرْتُهم » بتاء المتكلم{[36127]} . فإن قيل : الفاء للتعقيب ، والإهلاك لم يحصل عقيب بعث موسى وهارون إليهم بل بعد{[36128]} مدة مديدة .
فالجواب : فاء التعقيب محمولة هنا على الحكم بالإهلاك لا على الوقوع . وقيل : إنه تعالى أراد اختصار القصة{[36129]} فذكر المقصود منها أولها وآخرها ، والمراد إلزام الحجة ببعثة الرسل ، واستحقاق التدمير بتكذيبهم{[36130]} . واعلم أن قوله : «كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا » إن حملنا تكذيب الآيات على تكذيب الآيات الإلهية فلا إشكال ، وإن حملناه على تكذيب آيات النبوة ، فاللفظ وإن كان للماضي{[36131]} فالمراد به المستقبل{[36132]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.