التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا لَوۡلَآ أَن صَبَرۡنَا عَلَيۡهَاۚ وَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ حِينَ يَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ مَنۡ أَضَلُّ سَبِيلًا} (42)

قوله : ( إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها ) ( إن ) مخففة من الثقيلة واللام فارقة ؛ أي كاد يثنيهم عن عبادة الأصنام لولا اصطبارهم عليها . ويفهم من ذلك ما بذله رسول الله ( ص ) من بالغ الجهد في دعوة هؤلاء المشركين إلى دين الله ؛ إذ بذل في هذه الوجيبة قصارى وسعه وطاقته مع ما حمله إليهم من الدلائل الواضحات والمعجزات الظاهرات حتى أوشكوا بزعمهم أن يتركوا دينهم ليدخلوا في دين الإسلام لولا فرط معاندتهم وشدة جحودهم ولجاجهم ، فاستمسكوا بعبادة أصنامهم ؛ أي لم يصدهم عن دين الله الحق إلا إفراطهم في محبة الأصنام وجنوحهم للأهواء .

قوله : ( وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا ) ذلك وعيد من الله وتهديد لهؤلاء المعاندين الضالين بما ينتظرهم من العذاب ؛ فإنهم لا مندوحة لهم من لحاق العذاب بهم ؛ لأنه وعيد من الله فلا يغرنهم التأخير وسوف يظهر لهم يومئذ من هو الضال .