الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَقُلۡنَا ٱذۡهَبَآ إِلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا فَدَمَّرۡنَٰهُمۡ تَدۡمِيرٗا} (36)

{ فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا } يعني فرعون وقومه { فدمرناهم تدميرا } أي : أهلكناهم . وفي الكلام حذف والتقدير : فذهبا فكذبوهما ، فدمرناهم ، فدخول الفاء تدل على هذا الحذف .

وقال الفراء{[49967]} : المأمور بالذهاب في المعنى موسى وحده ، بمنزلة قوله تعالى{[49968]} : { نسيا حوتهما }{[49969]} والناسي{[49970]} يوشع وحده . وبمنزلة { يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان }{[49971]} وإنما يخرجان من الملح . وهذا قول مردود لأنه قد كرر{[49972]} في كثير من الآيات إرسال هارون{[49973]} مع موسى إلى فرعون ، فلا يحتاج فيه إلى هذا المجاز .

والوقف{[49974]} { بآياتنا }[ 36 ] ، وقرئت{[49975]} { فدمرناهم تدميرا{[49976]} }[ 36 ] ، على الخبر عن موسى وهارون . وقرئت { فدمِّرانِهم{[49977]} }[ 36 ] ، على الأمر لموسى وهارون بتشديد النون{[49978]} ، فلا يحتاج في هاتين القراءتين{[49979]} إلى إضمار ولا{[49980]} حذف ، وهما قراءتان{[49981]} شاذتان ، والوقف على هاتين القراءتين { تدميرا } .


[49967]:انظر: معاني الفراء2/268.
[49968]:"تعالى" سقطت من ز.
[49969]:الكهف:61.
[49970]:ز: والناس.
[49971]:الرحمن: 22.
[49972]:ز: تكرر.
[49973]:كان هارون أخا لموسى عليه السلام، وقد شد الإله به أزره، لأنه كان أفصح منه لسانا، وتأتي قصته في سياق وقائع موسى مع بني إسرائيل لما واعد موسى قومه ثلاثين ليلة لميقات ربه، وزاده الله عشر ليال فصارت أربعين. انظر: معجم الألفاظ والأعلام القرآنية ص553.
[49974]:انظر: منار الهدى ص200، والمكتفى ص418.
[49975]:ز: وقرأت.
[49976]:"تدميرا" سقطت من ز.
[49977]:ز: فدمراهم.
[49978]:ز: الميم، [وهو الصواب].
[49979]:"القراءتين" سقطت من ز.
[49980]:بعدها في ز: "إلى".
[49981]:انظر: شواذ القرآن ص106.