التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{۞قَالُوٓاْ أَنُؤۡمِنُ لَكَ وَٱتَّبَعَكَ ٱلۡأَرۡذَلُونَ} (111)

قوله : { قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأرْذَلُونَ } الاستفهام للإنكار أي أنصدقك في قولك ونتبعك فيما جئتنا به وما تدعونا إليه وما اتبعك إلا الأرذلون . الأرذلون أو الأراذل بالتكسير جمع ومفرده الأرذل ، وهو الدون والخسيس{[3386]} . فكيف نتبعك ولم يؤمن بك إلا الدون من الناس ، أو الأخسّ من قومنا . كذلك كان تصور المشركين السفهاء في الأزمنة الغابرة وما عقبها من أزمان ؛ إذ توزن المقادير والاعتبارات للبشر بالنظر لمكانتهم في تصور المجتمعات الجاهلية الضالة وأعرافها .

وإنما المعيار الثابت والاعتبار المستقيم في تصور الإسلام وفي ميزانه لهو الإيمان والتقوى والعلم الصحيح النافع كقوله سبحانه : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } .


[3386]:مختار الصحاح ص 240.