التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (90)

قوله : { وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ } المراد بالسيئة هنا الشرك وهو قول أكثر المفسرين من السلف . فالذين أشركوا ؛ إذ جحدوا وحدانية الله وعبدوا معه آلهة أخرى ، فإنهم يكبون على وجوههم في النار ، أي يلقون فيها منكوسين على وجوههم ، وذلك زيادة في التنكيل .

ويستدل من ذلك أن المراد بهؤلاء ، المشركون ، لأن مثل هذا الجزاء الوبيل لا يكون إلا في مقابلة الكفر والإشراك بالله .

قوله : { هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } تقول خزنة النار من الملائكة لهؤلاء المشركين المكبكبين في النار زيادة في التعذيب والتنكيل { هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } والاستفهام من باب التوبيخ والتهكم والتقريع ، أي ما تجزون هذا الجزاء الأليم من الكبكبة في النار على وجوهكم إلا جزاء كفركم وإشراككم{[3470]} .


[3470]:تفسير الطبري جـ20 ص 15-16 وفتح القدير جـ 3 ص 155-156 والكشاف جـ 3 ص 162 وتفسير القرطبي جـ 13 ص 239-246.