البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (90)

كبيت الرجل : ألقيته لوجهه .

والسيئة : الكفر والمعاصي ممن حتم الله عليه من أهل المشيئة بدخول النار .

وخصت الوجوه ، إذ كانت أشرف الأعضاء ، ويلزم من كبها في النار كب الجميع ، أو عبر بالوجه عن جملة الإنسان ، كما يعبر عنها بالرأس والرقبة ، كما قال :

{ فكبكبوا فيها } فكأنه قيل : فكبوا في النار .

والظاهر من كبت ، أنهم يلقون في النار منكوسين ، قاله أبو العالية ، أعلاهم قبل أسفلهم .

ويجوز أن يكون ذلك كناية عن طرحهم في النار ، قاله الضحاك .

{ هل تجزون } : خطاب لهم على إضمار القول ، أي يقال لهم وقت الكب : هل تجزون .