فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (90)

{ وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( 90 ) إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ( 91 ) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ( 92 ) وَقُلِ الْحَمْدُ لله سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( 93 ) }

{ ومن جاء بالسيئة } قال جماعة من الصحابة ، ومن بعدهم حتى قيل إنه مجمع عليه بين أهل التأويل أن المراد هنا الشرك ، ووجه التخصيص قوله { فكبت وجوههم في النار } فهذا الجزاء لا يكون إلا لمثل سيئة الشرك ، والمعنى أنهم كبوا فيها على وجوههم ، وألقوا فيها وطرحوا عليها ، يقال : كببت الرجل إذا ألقيته لوجهه ، فانكب ، راكب ، وذكرت الوجوه لأنها موضع الشرف من الحواس فغيرها أولى .

{ هل تجزون إلا ما كنتم تعملون } بتقدير القول ، أي يقال لهم ذلك وقت كبهم ، أو مقولا لهم ذلك ، وهذا أوضح والقائل لهم خزنة جهنم ، أي ما تجزون إلا جزاء عملكم في الدنيا من الشرك والمعاصي ؟