فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (90)

{ وَمَن جَاء بالسيئة فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النار } . قال جماعة من الصحابة ، ومن بعدهم حتى قيل إنه مجمع عليه بين أهل التأويل : إن المراد بالسيئة هنا الشرك ، ووجه التخصيص قوله : { فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النار } ، فهذا الجزاء لا يكون إلاّ بمثل سيئة الشرك ، ومعنى { فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النار } أنهم كبوا فيها على وجوههم وألقوا فيها وطرحوا عليها ، يقال كببت الرجل : إذا ألقيته لوجهه فانكبّ وأكبّ ، وجملة { هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } بتقدير القول : أي يقال ذلك ، والقائل خزنة جهنم : أي ما تجزون إلاّ جزاء عملكم .

/خ93