الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (90)

وقوله : { ومن جاء بالسيئة }[ 91 ] ، أي بالسيئات التي فيها الشرك { فكبت وجوههم في النار }[ 91 ] ، ولم يذكر زيادة لأنه تعالى إنما يعذبهم على قدر كفرهم .

وقيل{[53097]} : من جاء بالتوحيد والإيمان فله عند الله خير من أجل ما جاء به وهو الجنة .

{ وهم من فزع يومئذ آمنون }[ 91 ] ، من نون{[53098]} " فزعا " فمعناه : أنهم آمنون من كل فزع ، فزع ذلك اليوم ، وفزع ما يخافون العقوبة عليه من أعمالهم السالفة .

ومن لم ينون فمعناه : وهم من فزع ذلك اليوم آمنون .

ثم قال تعالى{[53099]} : { ومن جاء بالسيئة }[ 92 ] ، أي بالشرك / { فكبت وجوههم في النار }[ 92 ] .

قال ابن عباس : الحسنة لا إله إلا الله ، والسيئة : الشرك{[53100]} .

وقال قتادة{[53101]} : الحسنة : الإخلاص ، والسيئة : الشرك{[53102]} .

قال عكرمة : كل شيء في القرآن ، السيئة : فهو الشرك{[53103]} .

قال{[53104]} علي بن الحسين{[53105]} : أنا في بعض خلواتي حتى رفعت صوتي ، أقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، بيده الخير{[53106]} وهو على كل شيء قدير . قال : فرد علي رجل : ما تقول يا عبد الله ؟ قال : قلت : أقول ما تسمع ، قال : فها{[53107]} إنها الكلمة التي قال الله تعالى{[53108]} : { من جاء بالحسنة فله خير منها{[53109]} }[ 91 ] .

قال ابن عباس : { فله خير منها } ، أي فمنها وصل{[53110]} إليه الخير{[53111]} .

وقال ابن زيد{[53112]} : { أعطاه الله بالواحدة : عشرا{[53113]} فهدا خيرا منها{[53114]} .


[53097]:انظر: التوجيه في ابن كثير 5/261.
[53098]:انظر: الكشف 2/169-170.
[53099]:"تعالى" سقطت من ز.
[53100]:ابن جرير20/22.
[53101]:ز: قال عكرمة.
[53102]:ابن جرير20/2، وابن كثير5/261.
[53103]:انظر المصدر السابق.
[53104]:ز: وقال.
[53105]:ز: الحسن.
[53106]:"بيده الخير" سقط من ز.
[53107]:"فها" ساقطة من ز.
[53108]:ز: تبارك وتعالى.
[53109]:ابن جرير20/23.
[53110]:ز: ما وصل إلى.
[53111]:ابن جرير20/23.
[53112]:"ابن" سقطت من ز.
[53113]:ز: عشرة، وهو خطأ.
[53114]:ابن جرير 20/23، وابن كثير5/261.