التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{طسٓمٓ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مكية كلها . وقيل : مكية باستثناء آية واحدة فمدنية .

والسورة مثل كثير من السور وغيرها ، في الحديث عن أخبار النبيين المرسلين الذين بعثهم الله في أمم شتى ، يدعونهم إلى توحيد الله وإفراده بالألوهية والربوبية ، وإلى نبذ الأوثان والأنداد الموهومة المفتراة ظلما وسفاهة ، وفي طليعة ذلك كله تأتي قصة موسى عليه السلام لتحتل بها مساحة كبيرة من التبيين والتفصيل بدءا بولادة موسى والتقاط آل فرعون له ، ثم استبقاؤه حيا ليكون قرة عين لفرعون وامرأته المؤمنة . لكنه كان مقدورا في علم الله المكنون أن يكون هذا المولود من بني إسرائيل سببا في هلاك فرعون وقومه المجرمين والظالمين ؛ وذلك بعد أن خرج إلى مدين هاربا من فرعون وجنوده حتى استقر به المقام لدى شعيب الذي استأجره ثماني حجج أو أكثر لينكحه إحدى ابنتيه . وبعد إتمام المدة التي اتفقا عليها ، كرّ موسى راجعا بأهله إلى مصر . وفي طريقهما ألفيا نارا متأججة ، فحسب موسى أن يجد عندها من يهديه وزوجه السبيل ؛ إذ ضلا الطريق ، فضلا عن أخذ جذوة من النار للاصطلاء ، لكنه بوغت بالصوت المذهل يهتف به مدويا { يا موسى إني أنا الله رب العالمين } فأمره ربه عقب ذلك أن يبادر الذهاب إلى فرعون ؛ لتبليغه رسالة ربه دون خوف أو تردد . لكن فرعون طغى وعتا واستكبر ، فأخذه الله وجنوده في البحر أخذ عزيز مقتدر . إلى غير ذلك من المواعظ والحقائق والأخبار والعبر مما نبينه في حينه تفصيلا بمشيئة الله وتوفيقه .

سبق الحديث عن فواتح السور من الحروف المقطعة .