التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} (5)

قوله : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } يبين الله للناس محذرا : أن ما وعدكم ربكم من بعثكم من قبوركم لملاقاة الحساب وعظيم البلاء { حق } أي كائن لا محالة { فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } أي لا تنخدعوا بزينة الحياة الدنيا وزهرتها وما فيها من أوجُهِ اللذات والشهوات ، ولا تتلهوا بذلك عن طاعة ربكم وعبادته واتباع أوامره . وما الدنيا في حقيقتها وهوانها وسرعة زوالها إلا السراب اللامع الخادع الذي ما يلبث أن ينقشع أو يتبدد .

قوله : { وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ } { الْغَرُورُ } معناه الشيطان ؛ فهو الذي يخدع الناس فيضلهم ويغويهم . والمعنى : لا يخدعنكم هذا الخبيث اللعين بوسوسته واحتياله وخداعه ؛ إذ يزين لكم الشرور والمعاصي ويزهِّدكم في سلوك الصواب والسداد وفعل الطاعات .