الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} (5)

ثم قال : { يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا } أي : إن وعد الله لكم بالعذاب على كفركم حق فلا يغرنكم ما أنتم فيه من العيش والمال في الدنيا ، أي : لا يخدعنكم ذلك .

ثم قال : { ولا يغرنكم بالله الغرور } أي : لا يخدعنكم بالله الشيطان فيغنيكم بأن لا حساب ولا عقاب ولا بعث ، فيحملكم ذلك على الإصرار على الكفر ، قاله ابن عباس وقتادة{[56089]} .

وقال ابن جبير : الغرور الحياة الدنيا ونعيمها ، يشتغل الإنسان بها عن عمل الآخرة حتى يقول{[56090]} : { يا ليتني قدمت لحياتي }{[56091]} وقرئ " الغرور " بالضم{[56092]} على أنه جمع غار كما يقال جالس وجلوس فيكون معناه كمعنى الأول{[56093]} .

وقيل : هو جمع غر وغر مصدر{[56094]} .

وقيل : هو مصدر{[56095]} ، وفيه بعد لأن الفعل متعد ولم يأت في مصدر المتعدي فعومل إلا في أشياء مسموعة مثل لزمته لزوما ونهكه المرض نهوكا{[56096]} .


[56089]:انظر: جامع البيان 22/177 وتفسير ابن كثير 3/548
[56090]:الفجر آية 27
[56091]:انظر: إعراب النحاس 3/360 والجامع للقرطبي 14/322 والدر المنثور 7/6
[56092]:قرأ بالضم شعبة عن سماك انظر: إعراب النحاس 3/360
[56093]:انظر: مشكل الإعراب لمكي 2/593
[56094]:انظر: إعراب النحاس 3/361 ومشكل الإعراب 2/593 والجامع للقرطبي 14/323
[56095]:انظر: مشكل الإعراب 2/593
[56096]:انظر: إعراب النحاس 3/361 والجامع للقرطبي 14/323