تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} (5)

{ يأيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحيواة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور( 5 ) إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير( 6 ) الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير( 7 ) أفمن زين له سوء عمله فرءاه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون( 8 ) }

المفردات :

وعد الله حق : بالبعث والحشر والجزاء لا خلف فيه .

فلا تغرنكم : لا تلهيكم ويذهلكم التمتع بها .

ولا يغرنكم بالله : في حلمه وإمهاله .

الغرور : الشيطان الخداع بأن يمنيكم المغفرة .

5

التفسير :

{ يأيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحيواة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور . . . }

يا كل الناس عن وعد الله حق بالحشر والحساب والجزاء والجنة أو النار وهذه حقيقة لا شك فيها هناك قيامة وثواب أو عقاب .

{ فلا تغرنكم الحيواة الدنيا . . . } بطول أعماركم وصحة أبدانكم وسعة أرزاقكم فإن ذلك زائل عنكم لا محالة ولا يغرنكم الشيطان ولا يخدعنكم عن أنفسكم بتزيين المعاصي والإصرار على الكبائر أملا في المغفرة مع التسويف في التوبة .

قال تعالى : وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون . ( المنافقون : 10-11 ) .

ثم حذر الله الإنسان من الشيطان الذي أخرج آدم من الجنة ، واستمر في عداوته للإنسان وتزيين الشر له فكيف يسير الإنسان خلف عدوه وهو يعلم أنه يستدرجه على الضلال المبين ؟