بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} (5)

ثم قال عز وجل : { يا أَيُّهَا الناس } يعني : يا أهل مكة { إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ } يعني : البعث بعد الموت حق كائن { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحياة الدنيا } يعني : حياتكم في الدنيا ، والدنيا في الأصل هي القربى . سميت بهذا لأن حياتهم هذه أقرب إليهم . ويقال : هي فعلى من الأدون يعني : حياة الأدون { وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بالله الغرور } يعني : الباطل وهو الشيطان . قال : حدّثنا أبو الليث رحمه الله . قال : حدّثني أبي . قال : حدّثنا أبو الحسن الفراء الفقيه السمرقندي . قال : حدّثنا أبو بكر الجرجاني الإمام بسمرقند ذكر بإسناده عن العلاء بن زيادة . قال : رأيت الدنيا في النوم امرأة قبيحة عمشاء ، ضعيفة ، عليها من كل زينة فقلت : من أنت . أعوذ بالله منك ؟ فقالت : أنا الدُّنيا . فإن يسرك أن يعيذك الله مني ، فأبغض الدراهم يعني : لا تمسكها عن النفقة في موضع الحق .