التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَتَرَىٰهُمۡ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا خَٰشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرۡفٍ خَفِيّٖۗ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِي عَذَابٖ مُّقِيمٖ} (45)

قوله : { وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ } أي ترى هؤلاء المشركين الخاسرين يعرضون على النار يوم القيامة خاضعين خاسئين ذليلين ، آيسين من كل عون أو رحمة . نسأل الله النجاة والرحمة .

قوله : { يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ } أي يسارقون إليها النظر مسارقة من فرط خوفهم منها .

قوله : { وََقَالَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } يعني يقول المؤمنون يوم القيامة وهم آمنون سالمون مطمئنون : إن الخاسرين أشد الخسارة هم الذين خسروا أنفسهم ؛ لأنهم مخلَّدون في النار . وخسروا أهليهم ؛ لأن الأهلين إن كانوا في النار فلا ينتفع بهم أحد البتة . وإن كانوا في الجنة فقد حيل بينهم وبين الخاسرين الذين هووا في النار .

قوله : { أَلاَ إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُقِيمٍ } الظالمون ماكثون في العذاب أبدا سرمدا يوم القيامة فلا يبرحون ولا يخرجون .