التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أَفَنَضۡرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكۡرَ صَفۡحًا أَن كُنتُمۡ قَوۡمٗا مُّسۡرِفِينَ} (5)

قوله : { أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين } { صفحا } منصوب على المصدر . والتقدير : أفنصفح عنكم صفحا . أو لأن معنى { أفنضرب } أفنصفح{[4124]} والصفح معناه الإعراض . صفح عنه : أعرض عنه : أعرض عن ذنبه ، وضرب عنه صفحا أي أعرض عنه وتركه{[4125]} .

وفي تأويل هذه الآية أقوال كثيرة لعل أصوبها قول ابن عباس وآخرين وهو : أتحسبون أن نصفح عنكم فلا نعذبكم ولم تفعلوا ما أمرتم به . وقيل : تكذبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه . وقيل : أفنضرب عنكم العذاب فنترككم ونعرض عنكم لأنكم كنتم قوما مسرفين لا تؤمنون بربكم . وفي ذلك وعيد من الله للمخاطبين به من المشركين ، إذ سلكوا في تكذيب رسولهم مسلك الغابرين ، قبلهم ، أولئك الذين عصوا رسل ربهم ونكلوا عن دين الله فأخذهم الله بنكولهم وإعراضهم .


[4124]:البيان لا بن الأنباري جـ2 ص 352.
[4125]:مختار الصحاح ص 364.