التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡأَيۡكَةِ وَقَوۡمُ تُبَّعٖۚ كُلّٞ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ} (14)

قوله : { وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد } } يحذر الله هؤلاء المشركين أن يضلوا كما ضل المشركون السابقون من قبلهم فيحيق بهم العذاب والنكال كما حق بأولئك السابقين .

والمعنى : كذبت قبل هؤلاء المشركين الذين كذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، أمم سابقة ، إذ جحدت رسلها واتخذت مع الله آلهة وأندادا وهم : قوم نوح الذين أخذهم الطوفان ، وأصحاب الرس الذين رسوا نبيهم في بئر فقتلوه ، وثمود ، قوم صالح الذين عقروا الناقة وعصوا رسول ربهم فجاءهم من الله ريح عاصف تدمر عليهم كل شيء . وقوم لوط الذين أهلكهم الله وقطع دابرهم ، وأصحاب الأيكة وهي الغيضة ذات الشجر الكثير الملتف وهم قوم شعيب ، وقوم تبع ، وهو تبع الحميري . قوله : { كل كذب الرسل فحق وعيد } كل أولئك الأمم والأقوام كذبوا رسل الله . فتكذيب الأمة رسولها معناه تكذيبهم المرسلين أجمعين . وبذلك وجب لهم من الله الوعيد بالنكال وسوء المصير .