التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلشَّفَقِ} (16)

قوله تعالى : { فلا أقسم بالشّفق 16 والليل وما وسق 17 والقمر إذا اتّسق 18 لتركبن طبقا عن طبق 19 فما لهم لا يؤمنون 20 وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون 21 بل الذين كفروا يكذبون 22 والله أعلم بما يوعون 23 فبشرهم بعذاب أليم 24 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون } .

يقسم الله بأجزاء مما خلق وهي : الشفق ، والليل ، والقمر . وله جل شأنه أن يقسم بما شاء من خلقه . والمقسوم عليه أن الناس راكبون حالا بعد حال إلى أن يلقوا ربهم يوم الحساب . وهذه حقيقة جليلة تتجلى في كلمات الله العذاب . الكلمات القرآنية النفاذة العطرة التي يفيض منها جمال النظم وحلاوة النغم مما يهيج في القلب والذهن والخيال كوامن الإعجاب والبهر والذكرى . وهو قوله سبحانه : { فلا أقسم بالشفق } لا ، زائدة . أي أقسم بالشفق . وهو الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة فإذا ذهب قيل : غاب الشفق وقيل : الشفق ، النهار كله . والأول أظهر وهو قول أكثر العلماء .