غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلشَّفَقِ} (16)

1

ثم أكد وقوع القيامة وما يتبعها من الأهوال بقوله { فلا أقسم بالشفق } وهو الحمرة الباقية من آثار الشمس في الأفق الغربي قاله ابن عباس والكلبي ومقاتل . وعن الفراء : سمعت بعض العرب يقول : عليه ثوب مصبوغ كأنه الشفق وكان أحمر . وعن أبي حنيفة في إحدى الروايتين أنه البياض ، وأنه روى أنه رجع عنه لأن البياض يمتد وقته فلا يصلح للتوقيت ، ولأن التركيب يدل على الرقة ومنه الشفقة لرقة القلب . ثم إن الضوء يأخذ من عند غيبة الشمس في الرقة والضعف . وعن مجاهد أن الشفق هاهنا النهار لما في النور من الرقة واللطافة كما أن في الظلمات الغلظ والكثافة ، لأن القسم بالنهار يناسب القسم بالليل في قوله : { والليل وما وسق } .

/خ25