الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلشَّفَقِ} (16)

ثم قال : ( فلا أقسم بالشفق )

لا زائدة مؤكدة . والمعنى فأقسم برب الشفق .

والشفق الحمرة في الأفق من ناحية المغرب {[74732]} من الشمس بعد غروب الشمس {[74733]} .

وقال مجاهد : " الشفق : النهار كله " {[74734]} .

وقيل : الشفق اسم {[74735]} للحمرة والبياض اللذين {[74736]} يكونان في السماء بعد غروب الشمس ، وهو من الأضداد {[74737]} .

والشفق الذي تحل بزواله صلاة العتمة هو الحمرة عند أكثر العلماء ، وهو اختيار الطبري {[74738]} .

والعرب تقول : ثوب مشفق : إذا ( كان مصبوغا ) {[74739]} بحمرة {[74740]} ثم عطف على القسم فقال : ( والليل وما وسق ) .


[74732]:ث: الغرب.
[74733]:انظر: الغريب لابن قتيبة 521.
[74734]:جامع البيان 30/119 وقال ابن كثير في تفسيره 4/522: "صح عن مجاهد أنه قال في هذه الآية (فلا أقسم بالشفق): هو النهار كله وفي رواية عنه أيضاً أنه قال: الشفق الشمس رواهما ابن أبي حاتم وإنما حمله على هذا قرنه بقوله تعالى (والليل وما وسق) أي: جَمَع، كأنه أقسم بالضياء والظلام".
[74735]:ث: الهم.
[74736]:ق: الدين.
[74737]:ذكره الطبري عن أناس لم يسمهم 30/119 وفي المعالم 7/225 حكاية عن "قوم":ذكره الطبري عن أناس لم يسمهم 30/119 وفي المعالم 7/225 حكاية عن "قوم": هو البياض الذي يعقب تلك الحمرة.
[74738]:انظر: جامع البيان 30/119 والمغني لابن قدامة 1/426 وبداية المجتهد 1/69.
[74739]:منطمس في ث.
[74740]:انظر: اللسان (شفق) "عن أبي عمرو" الشفقك الثوب المصبوغ بالحمرة".