البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلشَّفَقِ} (16)

الشفق : الحمرة بعد مغيب الشمس حين تأتي صلاة العشاء الآخرة . قيل : أصله من رقة الشيء ، يقال شيء شفق : أي لا يتماسك لرقته ، ومنه أشفق عليه : رق قلبه ، والشفقة : الاسم من الشفاق ، وكذلك الشفق . قال الشاعر :

تهوى حياتي وأهوى موتها شفقا *** والموت أكرم نزال على الحرم

{ فلا أقسم بالشفق } : أقسم تعالى بمخلوقاته تشريفاً لها وتعريضاً للاعتبار بها ، والشفق تقدم شرحه .

وقال أبو هريرة وعمر بن عبد العزيز وأبو حنيفة : هو البياض الذي يتلوه الحمرة .

وروى أسد بن عمرو أن أبا حنيفة رجع عن قوله هذا إلى قول الجمهور .

وقال مجاهد والضحاك وابن أبي نجيح : إن الشفق هنا كأنه لما عطف عليه الليل قال ذلك .

قال ابن عطية : وهذا قول ضعيف ، انتهى .

وعن مجاهد : هو الشمس ؛ وعن عكرمة : ما بقي من النهار .