التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{شَاكِرٗا لِّأَنۡعُمِهِۚ ٱجۡتَبَىٰهُ وَهَدَىٰهُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (121)

{ شاكراً لأنعمه } خبر رابع عن { كان } . وهو مدح لإبراهيم عليه السلام وتعريض بذرّيته الذين أشركوا وكفروا نعمة الله مُقابل قوله : { فكفرت بأنعم الله } [ سورة النحل : 112 ] . وتقدم قريباً الكلام على أنعُم الله .

وجملة { اجتباه } مستأنفة استئنافاً بيانياً ، لأن الثّناء المتقدّم يثير سؤال سائل عن سبب فوز إبراهيم بهذه المحامد ، فيجاب بأن الله اجتباه ، كقوله تعالى : { الله أعلم حيث يجعل رسالاته } [ سورة الأنعام : 124 ] .

والاجتباء : الاختيار ، وهو افتعال من جبى إذا جمع . وتقدم في قوله تعالى { واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم } في سورة الأنعام ( 87 ) .

والهداية إلى الصراط المستقيم : الهداية إلى التوحيد ودين الحنيفية .