تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{شَاكِرٗا لِّأَنۡعُمِهِۚ ٱجۡتَبَىٰهُ وَهَدَىٰهُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (121)

الآية : 121 وقوله تعالى : { شاكرا لأنعمه } ، أي : ( لم ) {[10591]} يصرف شكر نعمه إلى غير المنعم ، بل صرف شكرها إلى منعمها . والشكر في الشاهد هو المكافأة ، ولا يبلغ أحد من الخلائق المرتبة التي يكافئ الله في أصغر أنعمها عليه ، ولا يتفرغ أحد عن أداء ما عليه من إحسان الله إليه {[10592]} ، فضلا أن يتفرغ لمكافأته .

لكن الله بفضله ومنه سمى ذلك شكرا ، وإن لم يكن في الحقيقة شكرا ، كما ذكر الصدقة التي يتصدق بها العبد إقراضا كما سمى تسليمه نفسه وبذلها {[10593]} لأمر الله شراء ، وإن كانت أنفسهم وأموالهم في الحقيقة له ، ولا يطلب المرء في العرف القرض من عبده ، وكذلك الشراء . لكنه بلطفه عامل من لا ملك له في أنفسهم وأموالهم . فعلى ذلك في تسمية الشكر ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { اجتباه } ، قال بعضهم : لرسالته ونبوته أو اجتباه من بين ذلك القوم ، وجعله إماما يُقْتَدَى به .

وقوله تعالى : { وهداه إلى صراط مستقيم } ، وهو دين الإسلام ، وهو ما ذكر : { قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما } ( الأنعام : 161 ) .


[10591]:من م، ساقطة من الأصل.
[10592]:في الأصل وم: عليه.
[10593]:في الأصل وم: وبذله.