نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{شَاكِرٗا لِّأَنۡعُمِهِۚ ٱجۡتَبَىٰهُ وَهَدَىٰهُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (121)

ثم بين حاله فقال : { شاكراً } ، ولما كان لله على من جعله أمة من النعم ما لا يحصى ، بين أن ذلك كله قليل في جنب فضله ، فقال مشيراً إلى ذلك بجمع القلة ، وإلى أن الشاكر على القليل يشكر إذا أتاه الكثير من باب الأولى : { لأنعمه } ، فهو لا يزال يزيده من فضله ، فتقبل دعاءه لكم فاشكروا الله اقتداء به ليزيدكم ، فكأنه قيل : فما أثابه على ذلك ؟ أو علل ما قبل ، فقال تعالى : { اجتباه } ، أي اختاره اختياراً تاماً ، { وهداه } ، أي : بالبيان الأعظم والتوفيق الأكمل ، { إلى صراط مستقيم * } ، وهو الحنيفية السمحة ، فكان ممن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ، وكان مخالفاً للأبكم الموصوف في المثل السابق .