اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{شَاكِرٗا لِّأَنۡعُمِهِۚ ٱجۡتَبَىٰهُ وَهَدَىٰهُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (121)

قوله تعالى : " شَاكِراً " ، يجوز أن يكون خبراً ثالثاً ، أو حالاً من أحد الضميرين في " قَانِتاً " و " حَنِيفاً " . قوله : " لأنْعُمِهِ " يجوز تعلقه ب " شَاكِراً " أو ب " اجْتَبَاهُ " ، و " اجْتَبَاهُ " إما حال وإما خبر آخر ل " كان " و " إلى صِراطٍ " يجوز تعلقه ب " اجْتَبَاهُ " وب " هَدَاهُ " على [ قاعدة ]{[20132]} التنازع .

فإن قيل : لفظ الأنعم جمع قلَّة ، ونعم الله على إبراهيم - صلوات الله وسلامه عليه - كانت كثيرة فلم قال : " شَاكِراً لأنْعُمِهِ " ؟ .

فالجواب : أنه كان شاكراً لجميع نعم الله سبحانه وتعالى القليلة ، فكيف الكثيرة ؟ .

ومعنى " اجْتبَاهُ " : اختاره واصطفاه للنبوة ، والاجتباء : هو أن يأخذ الشيء بالكليَّة ، وهو " افْتِعَال " من " جَبَيْتُ " وأصله جمع الماء في الحوض ، والجابية هي الحوض ، { وَهَدَاهُ إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ، إلى دين الحقِّ .


[20132]:في أ: طريقة.