السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{شَاكِرٗا لِّأَنۡعُمِهِۚ ٱجۡتَبَىٰهُ وَهَدَىٰهُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (121)

الصفة الخامسة : قوله تعالى : { شاكراً لأنعمه } ، فإن قيل : لفظ الأنعم جمع قلة ، ونعمة الله تعالى على إبراهيم عليه السلام كانت كثيرة فلم قال : { شاكراً لأنعمه } ؟ أجيب : بأنه ذكر القلة للتنبيه على أنه كان لا يخل بشكر القليلة فكيف بالكثيرة . وروي أنه عليه الصلاة والسلام كان لا يتغدّى إلا مع ضيف ، فلم يجد ذات يوم ضيفاً فأخر غداءه ، فإذا هو بقوم من الملائكة في صورة البشر ، فدعاهم إلى الطعام ، فخيلوا له أنّ بهم جذاماً فقال لهم : الآن وجبت مؤاكلتكم شكراً لله على أنه عافاني وابتلاكم بهذا البلاء . الصفة السادسة : قوله تعالى : { اجتباه } ، أي : اصطفاه للنبوّة واختاره لخلقه . الصفة السابعة : قوله تعالى : { وهداه إلى صراط مستقيم } ، أي : وهداه إلى دين الإسلام ؛ لأنه الصراط المستقيم ، والدين القويم ، ونظيره قوله تعالى : { وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه } [ الأنعام ، 153 ] .