إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{شَاكِرٗا لِّأَنۡعُمِهِۚ ٱجۡتَبَىٰهُ وَهَدَىٰهُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (121)

{ شَاكِراً لأنْعُمِهِ } ، صفةٌ ثالثة لأُمةً ، وإنما أوثر صيغةُ جمعِ القلة ؛ للإيذان بأنه عليه السلام كان لا يُخِلُّ بشكر النعمة القليلة فكيف بالكثيرة ، وللتصريح بكونه عليه السلام على خلاف ما هم عليه من الكفرانَ بأنعم الله تعالى حسبما بيّن ذلك بضرب المثل . { اجتباه } للنبوة ، { وَهَدَاهُ إلى صراط مُّسْتَقِيمٍ } ، موصلٍ إليه سبحانه وهو ملةُ الإسلامِ ، وليست نتيجةُ هذه الهدايةِ مجردَ اهتدائِه عليه السلام بل مع إرشاد الخلقِ أيضاً بمعونة قرينةِ الاجتباء .