التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{وَٱلطَّيۡرَ مَحۡشُورَةٗۖ كُلّٞ لَّهُۥٓ أَوَّابٞ} (19)

المحشورة : المجتمعة حوله عند قراءته الزبور . وانتصب { مَحْشُورَةً } على الحال من { الطير . ولم يؤت في صفة الطير بالحشر بالمضارع كما جيء به في يُسبِحْنَ } إذ الحشر يكون دفعة فلا يقتضي المقام دلالة على تجدد ولا على استحضار الصورة .

وتنوين { كُلٌّ له أوَّابٌ } عوض عن المضاف إليه . والتقدير : كل المحشورة له أواب ، أي كثير الرجوع إليه ، أي يأتيه من مكان بعيد . وهذه معجزة له لأن شأن الطير النفور من الإِنس . وكلمة { كل } على أصل معناها من الشمول . و { أوَّابٌ } هذا غير { أوَّابٌ } في قوله : { إنه أوّاب } فلم تتكرر الفاصلة . واللام في { لَهُ أوَّابٌ } لام التقوية ، وتقديم المجرور على متعلقه للاهتمام بالضمير المجرور .