الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَٱلطَّيۡرَ مَحۡشُورَةٗۖ كُلّٞ لَّهُۥٓ أَوَّابٞ} (19)

قوله : { وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً } : العامَّةُ على نَصْبِهما ، عَطَفَ مفعولاً على مفعول وحالاً على حال ، كقولِك : ضربْتُ زُيداً مكتوفاً وعمراً مُطْلَقاً . وأتى بالحالِ اسماً لأنه لم يَقْصِدْ أن الفعلَ وقع شيئاً فشيئاً لأنَّ حَشْرَها دُفْعَةً واحدةً أَدَلُّ على القدرة ، والحاشرُ اللَّه تعالى . وقرأ ابن أبي عبلة والجحدريُّ برفعِهما جعلاهما جملةً مستقلة مِنْ مبتدأ وخبر .

قوله : " كُلٌّ له " أي : كلٌّ من الجبالِ والطيرِ لداودَ . أي : لأجلِ تسبيحِه مُسَبِّح ، فوضَع " أوَّاب " موضعَ مُسَبِّح . وقيل : الضمير للباري تعالى ، والمرادُ كلٌّ مِنْ داودَ والجبالِ والطيرِ مُسَبِّح ورَجَّاع لله تعالى .