غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱلطَّيۡرَ مَحۡشُورَةٗۖ كُلّٞ لَّهُۥٓ أَوَّابٞ} (19)

سادسها قوله : { والطير محشورة } أي وسخرنا الطير مجموعة من كل ناحية . قال ابن عباس : كان إذا سبح جاوبته الجبال بالتسبيح واجتمعت إليه الطير فسبحت فذلك حشرها وقد مر ذكر هذه المعجزة في " الأنبياء " وفي " سبأ " . قال أهل البيان : قوله { محشورة } في مقابلة قوله { يسبحن } ولكنه اختير الفعل في أحد الموضعين والاسم في الآخر لأنه أريد في الأول الدلالة على حدوث التسبيح من الجبال شيئاً بعد شيء وحالاً بعد حال حتى كأن السامع يتصوّرها بتلك الحالة ، وأما الحاشر فهو الله وحشر الطيور جملة واحدة أدل على القدرة له تعالى . سابعها قوله { كلّ له أوّاب } أي كل واحد من الجبال والطير لأجل تسبيح داود مسبح مرجع للتسبيح . وقيل : الضمير لله أي كل من داود والجبال والطير لله مسبح رجاع إلى فعله مرة بعد مرة ، وهذا الوصف كالتأكيد للوصف الذي يتقدّمه وهذا أخص لأنه أدل على الواقعة .