محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱلطَّيۡرَ مَحۡشُورَةٗۖ كُلّٞ لَّهُۥٓ أَوَّابٞ} (19)

{ كل له } أي لله تعالى { أواب } أي مطيع منقاد . يرجع بتسبيحه وتقديسه إليه . قال ابن كثير : أي أنه تعالى سخر الجبال تسبح معه عند إشراق الشمس وآخر النهار . كما قال عز وجل : { يا جبال أوبي معه والطير } وكذلك كانت الطير تسبح بتسبيحه وترجّع بترجيعه ، إذا مر به الطير وهو سابح في الهواء ، فسمعه وهو يترنم بقراءة الزبور لا يستطيع الذهاب . بل يقف في الهواء ويسبح معه وتجيبه الجبال الشامخات ترجع معه ، وتسبح تبعا له . انتهى . أي بأن خلق فيها حياة ونطقا . أو كان له عليه السلام من شدة صوته الحسن دويّ في الجبال ، وحنين من الطيور إليه ، وترجيع . وقد عهد من الطير القمريّ أنه ينتظر سكتة المصوّت والقارئ بصوت حسن أو المنشد ، فيجبيه . والله أعلم .