الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{وَٱلطَّيۡرَ مَحۡشُورَةٗۖ كُلّٞ لَّهُۥٓ أَوَّابٞ} (19)

قوله تعالى : " والطير محشورة " معطوف على الجبال . قال الفراء : ولو قرئ " والطير محشورة " لجاز ؛ لأنه لم يظهر الفعل . قال ابن عباس : كان داود عليه السلام إذا سبح جاوبته الجبال واجتمعت إليه الطير فسبحت معه . فاجتماعها إليه حشرها . فالمعنى وسخرنا الطير مجموعة إليه لتسبح الله معه . وقيل : أي وسخرنا الريح لتحشر الطيور إليه لتسبح معه . أو أمرنا الملائكة تحشر الطيور . " كل له " أي لداود " أواب " أي مطيع ، أي تأتيه وتسبح معه . وقيل : الهاء لله عز وجل .