المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{مَا نُنَزِّلُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَمَا كَانُوٓاْ إِذٗا مُّنظَرِينَ} (8)

وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر : «ما تنزل الملائكة » بفتح التاء والرفع{[7133]} وقرأ عاصم - في رواية أبي بكر - «ما تُنزلُ » بضم التاء والرفع ، وهي قراءة يحيى بن وثاب ، وقرأ حمزة والكسائي وحفص «ما ننزلُ بنون العظمة - » الملائكةَ بالنصب ، وهي قراءة طلحة بن مصرف .

وقوله : { إلا بالحق } قال مجاهد : المعنى : بالرسالة والعذاب .

قال القاضي أبو محمد : والظاهر أن معناه : كما يجب ويحق من الوحي والمنافع التي رآها الله لعباده ، لا على اقتراح كافر ، ولا باختيار معترض .

ثم ذكر عادة الله في الأمم من أنه لم يأتهم بآية اقتراحا إلا ومعها العذاب في إثرها إن لم يؤمنوا . فكأن الكلام : ما تنزل الملائكة إلا بالحق وواجب ، لا باقتراحكم ؛ وأيضاً فلو نزلت لم تنظروا بعد ذلك بالعذاب ، أي تؤخروا ، و «النظرة » : التأخير ، المعنى : فهذا لا يكون ، إذ كان في علم الله أن منهم من يؤمن أو يلد من يؤمن .


[7133]:يعني رفع كلمة "الملائكة" على أنها فاعل للفعل "تنزل".