فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَا نُنَزِّلُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَمَا كَانُوٓاْ إِذٗا مُّنظَرِينَ} (8)

{ مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ ( 8 ) }

{ مَا نُنَزِّلُ } نحن الْمَلائِكَةَ { إِلاَّ } تنزيلا متلبسا { بِالحَقِّ } الذي يحق عنده تنزيلنا لهم فيما تقتضيه الحكمة الإلهية والمشيئة الربانية ، وليس هذا الذي اقترحتموه مما يحق عنده تنزيل الملائكة ، وهذا رد للثانية وقرئ من الإنزال ، وقيل معنى بالحق بالرسالة ، وقيل بالقرآن وقيل بالعذاب قاله مجاهد ، وقيل وقت الموت .

{ وَمَا كَانُواْ إِذًا مُّنظَرِينَ } قال السدي : أي وما كانوا لو نزلت الملائكة منظرين من أن يعذبوا فالجملة المذكورة جزاء للجملة الشرطية المحذوفة .

قال صاحب النظم إذن مركبة من إذ وإن وهي اسم بمنزلة حين ثم ضم إليها أن فصار إذ أن ثم استثقلوا الهمزة فحذفوها فصار إذن ، ومجيء لفظة إن دليل على إضمار فعل بعدما ، والتقدير وما كانوا إذ كان ما طلبوا .