المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡفُلۡكَ تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِأَمۡرِهِۦ وَيُمۡسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (65)

وقوله { سخر لكم ما في الأرض } يريد من الحيوان والمعادن وسائر المرافق ، وقرأ الجمهور «والفلكَ » بالنصب ، وذلك يحتمل وجهين من الإعراب أحدهما أن يكون عطفاً على { ما } بتقدير وسخر الفلك ، والآخر أن يكون عطفاً على المكتوبة{[8428]} بتقدير وإن الفلك وقوله ، { تجري } على الإعراب الأول . في موضع الحال ، وعلى الإعراب الثاني في موضع الخبر . وقرأت فرقة «والفلكُ » بالرفع فتجري خبر على هذه القراءة . قوله : { بإذنه } يحتمل أن يريد يوم القيامة كأن طيّ السماء ونقض هذه الهيئة كوقوعها ، ويحتمل أن يريد بذلك الوعيد لهم في أنه إن أذن في سقوط لكسفها عليهم سقطت ، ويحتمل أن يعود قوله { إلا بإذنه } على «الإمساك » لأن الكلام يقتضي بغير عمد ونحوه ، فكأنه أراد إلا بإذنه فيه يمسكها ، وباقي الآية بين .


[8428]:يريد بالمكتوبة لفظ الجلالة.