الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡفُلۡكَ تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِأَمۡرِهِۦ وَيُمۡسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (65)

قوله تعالى : " ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض " ذكر نعمة أخرى ، فأخبر أنه سخر لعباده ما يحتاجون إليه من الدواب والشجر والأنهار . " والفلك " أي وسخر لكم الفلك في حال جريها . وقرأ أبو عبد الرحمن الأعرج " والفلك " رفعا على الابتداء وما بعده خبره . الباقون بالنصب نسقا على قوله " ما في الأرض " . " ويمسك السماء أن تقع على الأرض " أي كراهية أن تقع . وقال الكوفيون : لئلا تقع . وإمساكه لها خلق السكون فيها حالا بعد حال . " إلا بإذنه " أي إلا بإذن الله لها بالوقوع ، فتقع بإذنه ، أي بإرادته وبحيلته{[11588]} . " إن الله بالناس لرؤوف رحيم " أي في هذه الأشياء التي سخرها لهم .


[11588]:كذا في ب و ط و ك و ى.وفي أ و جـ: بحيلته.